الا زلت طفلة




سلمى فتاة صغيرة عمرها 14 عام تعيش في منزل صغير في الريف مع والدها ووالدتها وأخويها الصغيران. كانت سلمى فتاة مرحة تحب الحياة ورغم حياتها البسيطة والتي قد تعتبر شبه معدمه إلا انها كانت راضية ومقتنعة بها. كان والد سلمى رجل صغير يعمل كفلاح بسيط يكدح بكل ما أوتي من قوة من أجل توفير رمق العيش لأسرته الصغيرة ولكن ما باليد حيلة فأحيانا الحياة تقسو علينا بشكل مضاعف فبرغم كل الظروف الصعبة التي يواجهها والد سلمى الا ان الحياة أضافت له بعض من صعابها فشيخ القرية استولى على أرضه الصغيرة بحجة أنها ملك له وبانة سيأخذها منه بالقوة حاول والد سلمى معه كثيرا من اجل ان يتراجع عن قرارة وان يثنيه عن رأيه ولكن دون فائدة في الأخير طلب شيخ القرية من الفلاح ان يزوجه ابنته سلمى وبهذا الشرط يستطيع استعادة ارضة نزل الخبر على مسمع الفلاح كالصاعقة لم يكن يعرف ما لذي يقوله فهو بين ناريين في الأخير استسلم للأمر الواقع ووافق على شرط الشيخ.
عاد الفلاح الى المنزل وأخبر ام سلمى بتجهيزها فعرسها بعد أسبوع سمعت سلمى حديث والدها وكان الوقت توقف والحياة تجمدت احلامها تحطمت ظلت تسال نفسها ما لذي سأفعله ولماذا يا ابي؟ لماذا؟ بعد مرور أسبوع أتى اليوم المشئوم الطفلة سلمى ترتدي ثوب أبيض وبيدها لعبتها التي لطالما رافقتها زفت الي بيتها الجديد الذي هو اشبه بزنزانة بالنسبة لها توالت الأيام عليها وسط قسوة معاملة ام زوجها السيئة لم تكن الطفلة سلمى تحلم بشيء سوأ مغادرة هذا المكان الموحش الذي قضى على مستقبلها واحلامها وطفولتها.                              معانتها مستمرة وقد تستمر لفترة طويلة ويتقدم بها العمر عام تلو الأخر وتتعاظم قسوة الأيام عليها يوم بعد يوم إلا أنها بداخلها لازالت طفلة.






شذى نجيب المقطري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تربة الحجرية تتراقص على أنغام المؤآمرات

خرب امرأة

لنتعايش