"عكازان من ورق"




كان لي حلم عملت الكثير لتحقيقه وتحملت المشقات للوصول اليه ....وكنت اقول لنفسي : لاشئ ارجوه سوى تحقيق ذلك الحلم ..

فوصلت اليه ...واكتشفت ان تحقيق الحلم هو ميلاد لحلم جديد. فالاحلام  لاتنتهي وبحار الطموحات لاتجف. ..

في يوم الاحد ١/١ /٢٠١٧ كان يوم حفل  تخرجي قسم الصيدلة في كلية التربة ..يوم لطالما انتظرته كثيرا  كانت تلك اللحظات اجمل لحظات الفرح التي مرت بي .. بكل تفاصيلها...والاجمل من ذلك كله هو حضور والدتي ذلك اليوم ..والدتي الصماء التي لم يترك لها الزمان من سمعها الا مايتركه الماء على الغربال...رغم ذلك حضرت لتشاركني فرحتي وكانها تقول لي:  اي بني ربما انا لا اسمع هذه الاهازيج  هاهنا ...لكني اسمع كل ترانيم الفرحة في اعماقك ...اسمع كل اغاني النجاح في روحك ..لاتحزن ياولدي فدموع الفرحة حين تسقط من عينيك فانى اسمعها ...

في ذلك اليوم كان الوليد الجديد في احلامي هو ان أسمع امي كل نجاحاتي غدا...فهي من اوصلتني الى ذلك اليوم..رغم اني كنت كلما اردت منها شيئا احتار كيف اوصله لها..ولكنها كانت تفاجئني انها تسمع حديثي مع نفسي بكل تفاصيله...شكرا لك ياامي ...

وفي اليوم الثاني وبينما نهر الفرحة لم يجف وربما اثواب المناسبة لم تخلع بعد كنت وصديقي ذاهبين لزيارة والدته في منزلهم الكائن في المنصورة عزاعز وفي الساعة الثانية والنصف بعد الظهر ونحن ذاهبين على متن دراجة نارية وقفت على طريقنا الاقدار لتأتينا بسيارة 'صالون' وتصطدم بتلك الدراجة وتغير كل شئ. ..
وحدث ماحدث ...وكما ترون الان ...
عام كامل ونصف شهر حتى اليوم  وانا اؤمل ان يقترب وياتي ذلك اليوم الذي اقف فيه على قدمي ..
لكن كل ذلك لم يثنني عن تحقيق حلمي ....

عكازان من ورق يحملانني واحيانا احملهما ..
فمنذ ان حملتهما ابتدأت بالتنقيب عما في داخلي...فوجدت الادبية تضج في الاعماق والشعر يشعل ثورة في الحنايا ..
والوقوف امام كاميرا الحقيقة والتشبث بقلم الحرية يلازمان حلمي ...
وهنا سار نتاجي الادبي والقلمي نحو الافضل منذ ان امسكت بهذين العكازين ..
وكان لزاما ان اسميهما عكازين من ورق ...

 يسألني الكثيرون عن ما اذا كنت جريحا من جرحى الثورة فسيكون شعورك افضل من الذي تعيشه الان .لكني اجيب  لا ...

  ولا فرق ولا خجل ...وان اختلفت طريقة الاصابة ...

فجرحى الثورة ينحتون احلامهم بالسلاح ..

وانا انحت احلامي بالقلم ...

 وكلينا يجمعنا حلم ...

فغدا ستنطلق من قصيدتي

اجمل اغنيات الحب واعذب اصوات السلام ..

لتكون أذناكِ ياامي هي اول من يسمعها...

 وسوف يصل صداها الى كل مدى. ..

 فالحلم باقٍ وسيتحقق مادامت هنالك عزيمة...
                                                                                      بلال العزعزي ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تربة الحجرية تتراقص على أنغام المؤآمرات

خرب امرأة

لنتعايش